موجز لتاريخ
عشيرة النصيرات
الأستاذ الدكتور
عبد المجيد نصير
اكتسبت عشيرة النصيرات
اسمها من الجد (نصير) ، الذي ينتسب إلى جد أعلى هو (النصير) . وهذا الجد من
(المرعض) الذي ينتسب إلى (الجلاس) وهو من
(ضنا مسلم) الذي ينتهي إلى عنزة (وهو لقب) بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن
عدنان . ولمزيد من الدقة نكتب تسلسل الأجيال .
عدنان ← معد ← نزار ← ربيعة ← أسد ← مسلم ← وهب
← الجلاس ← المحلف
← زايد (الرولة)
زايد (الرولة ) ← الفرجة ، القعاقعة ، الكواكبة
← الجمعان ← الدغمان
← المرعض ← العلمة
← الجبران ← المحمد الشعلان
← النصير (حوالي 1400 م)
______________________↓ ___________________
النصـَّير (بالفتح) النصِّير (بالكسر) الكبوش الفججة
_______________↓_______________
↓ ↓ ↓ ↓
العواد الشلية الحماد الحمود
(جد نصيرات
الجوف)
↓
أجيال لا
نعلم عنها شيئا
↓
توبة ← نصار ، ناصر
←نصير
_________________↓________________
↓ ↓
علي
عباس
↓ ↓
مصطفى
مصطفى
↓
↓
أحمد
مهنا
↓ ______↓______
إبراهيم (حوالي 1740) محمد صالح
تاريخ
العشيرة هو سماعي ، وقد مات الذين كانوا يعرفون الأنساب والتاريخ دون أن يسألوا أو
يدونوا . وحسب ما سمعت ، فقد كان أجدادنا يسكنون القرى ، وليسوا أهل بادية . وقد
ارتحل مجموعة من الإخوة ( سبعة كما يقال) إلى جبل الدروز. وأقاموا هناك فلاحين .
وكان لهم صاحب شاب من قرى حوران يأتيهم ضيفا . وفي إحدى ضيافاته تحرش بأختهم
وضايقها إلى حد أنها شكت إلى إخوتها ، الذين أقدموا على قتله ، والإدعاء أمام أهله
أنه غادرهم عائدا إليهم . ومع الزمن ، لم يقبل أهل الشاب الرواية ، وحاولوا الثأر
لابنهم . وبعد سنوات من جو مشحون ، تفرق الأخوة ، فجاء إبراهيم إلى الحصن (وكان
لقبه الخطيب لأنه يحسن القراءة والكتابة) ، وأحد إخوته استقر في إبطع شمال درعا ،
وغيرهم ذهب إلى فلسطين ، وآخرون عادوا إلى
الجوف .
كان
في الحصن عشيرتا الهزايمة والدويري . وتزوج إبراهيم من الهزايمة وصار عديلا للشيخ
الدويري الذي كان شيخ القرية . وبعد سنوات عمل إبراهيم مؤامرة ، جرد بها الشيخ
الدويري من مركزه ؛ وصار إبراهيم شيخ الحصن . فعزم الشيخ الدويري على قتل إبراهيم
بخطة وضعها مع عشيرته ، وأسر بها إلى زوجه التي أعلمت أختها ؛ وبدورها حكت لزوجها
. فما كان من إبراهيم إلا أن أخبر أهل زوجته . وكانت النتيجة مناوشات أدت إلى
إجلاء عشيرتي الدويري والهزايمة عن الحصن . في هذه الفترة حل بالحصن أل غنما وأصلهم من الكرك .
في
هذه الفترة توسع ظاهر العمر (1685-1775) بإمارته التي كانت شفا عمرو عاصمتها .فأرسل
ابنه أحمد (1728-1775) إلى شرق الأردن .
وبنى في تبنة (حاضرة الكورة) قلعة ومسجدا حوالي 1769. وانتقل إلى الحصن وبنى على
ظهر تل الحصن قلعة وسورا . وبعد إتمام السور والبوابة التي نصب فيها مشنقة ، طلب
من إبراهيم أن يأتيه في صباح اليوم التالي بأحد أبناء النصارى ليعلقه في المشنقة
الجديدة . وعاد جدي إلى بيته مهموما . فسألته زوجه عن الأمر ، فأخبرها بالأمر .
فما كان منها إلا أن قالت " بالله لا تتقلد خطية أحد تأخذه من حضن أمه أو زوجه
. وغدا إذا جاء هذا الظالم فليأخذ أحد أبنائنا ، ويعوضنا الله خيرا " . وفي
منتصف تلك الليلة ، إذ بباب جدي يقرع بشدة ، وكان أحمد الزيداني هو القارع ويطلب
من جدي أن يفتح له الباب . وعندما فتح وأخبره جدي أن الشاب يكون حاضرا في الصباح ،
إذ بهذا الجبار يستعطف ويسأل جدي أن يوصله بأمان إلى الأمير الغزاوي في الغور ،
وأن أحمد الجزار ويلاحقهم . وأرسله جدي مع مجموعة من الحرس إلى الغور مع ورقة تحمل
ختمه ، وطلب أن يختمها الأمير الغزاوي بعد وصول (الضيف) . وأخذ منه مفاتيح قلعة
التل التي كان الطابق الأول منها قد أنجز ، والعمل قائم على الطابق الثاني . وأحس
العمال ( وكانوا مسخرين مجانا) بعد زمن باختفاء الزيداني ، وهربوا . ولم يكتمل
الطابق الثاني . وسكن إبراهيم التل .
وعندنا
وثيقة تاريخها 19 رمضان 1180 هـ الموافق 18 شباط 1766 تذكر أن والي دمشق ، أمير
الحج لذلك العام استأجر من شيوخ قرى اربد
( موسى بن حمد شيخ طائفة بني عبيد ، والشيخ إبراهيم بن مصطفى نصير شيخ قرية الحصن ،
والشيخ عبد الله بن عيسى البطين شيخ قرية البارحة ، والشيخ أبو بكر بن صالح كريزم
شيخ قرية إربد ) 159 جملا لحمل زخاير(هكذا) الوزير المشار إليه . وهذا الوالي هو
عثمان باشا بن عبد الله باشا الكرجي (أصله من جورجية) .كان كتخدا الوالي يوسف
العظم (1757-1774) . وحكم دمشق (1760-1771) ، وكان قبل ذلك حاكما على حمص . حارب
حلف حاكم مصر علي بيك الكبير وظاهر العمر في عكا وكسراه شر كسرة . ثم زحف على ظاهر
العمر بجيش كبير سنة 1774 ، ودامت المعركة من طلوع الشمس إلى ما بعد مغيب الشمس
وانتهت بهزيمة الوالي الذي نجا بنفسه سباحة في بحيرة الحولة . وبعدها عزل .
وبعد
موت إبراهيم ، تولى الزعامة بعده ابنه محمد . واستدعي إلى دمشق ، وحسب ما جاءنا
فإنه سم ومات في الصنمين ، ودفن فيها . وفي طريقه إلى دمشق ضاف جماعة في قرية
الحرجلة ، وهي قريبة من الكسوة الذين زوجوه إحدى بناتهم . وحملت منه ، وعقبه في
هذه القرية نتبادل وإياهم الزيارات . كما نتبادل الزيارات والمصاهرة مع نصيرات
إبطع . وصار الشيخ من بعده أخوه كايد . واجتمع كايد وعبد الله غنما وشيخ من العزام
وشريدة رباع (1775-1834) مع مندوب من الحكومة العثمانية في إربد . (حسب الوثيقة
أعلاه وكانت غاية الاجتماع اختيار شيخ مشايخ . وأعجب المندوب بكايد وابن غنما ،
فحسداهما الآخران،( قرى ناحية إربد قد تعني أن إربد مركز ما ، وإشارات أخرى تدل
على أن مزيريب كانت مركزا إداريا ) ، واتفقا على قتلهما . وأطلق شريدة النار على كايد
فأرداه قتيلا في منطقة الشيخ خليل في إربد ( منطقة مجمع عمان القديم) . وأنقذت ابن
غنما فرسه . وكان ذلك سنة 1825 . على أن شريدة أعدم سنة 1834لآسباب أخرى. وذكر
الرحالة سيتزن (1806) والرحالة بيركهارت (1812) أنهما حلا ضيوفا على عبد الله
الغانم وأن بيت الشيخ على التل .
وكان
لكايد أربعة من الإخوة ، أحدهم أحمد الذي ذهب إلى ناطفة وسكنها ، ونصيرات ناطفة من
ذريته . والثالث علي الذي ولد إبراهيم الذي ولد الحجة علياء ولم تلد ، وانتهى عقبه
. والرابع عبد الله وله عقب. وكان لكايد ولدان : عبد الرحمن وسعد . وصار سعد شيخا
في ناطفة ، ولكن قبره في مرو وذكر لي أبي، رحمه الله، أن أهل مرو كانوا يحرقون
البخور عند قبره. وظل عبد الرحمن شيخا في الحصن . وعندما اجتاحت جيوش ابراهيم باشا
بن محمد علي سورية سنة 1831 ، شارك جدي عبد الرحمن في جيشه بسرية . ولم يشارك في
الثورة على الحكم المصري . ونسبي هو : عبد المجيد بن قاسم بن محمد بن سعيد بن عبد
الرحمن . وإخوة سعيد هم محمد (والد عقلة باشا عضو أول مجلس تشريعي في عهد الإمارة
1929 ، وأول رئيس لبلدية الحصن 1910) . وفنيش (والد محمود باشا فنيش ) ، وعلي
الملقب بالشولي لأنه كما قيل ظل يرضع من أمه حتى سن سبع سنوات.
وازداد
سكان الحصن بوفود قبائل نصرانية عديدة عليها منذ نهاية القرن الثامن عشر . وظل عبد
الرحمن ساكنا التل حتى حوالي 1860. وغلبهم على الحصن حلف من محمد الهنداوي وعبد
الرحمن حلوش وعبد الله الخليل وعبد العزيز الناصر وأخيه عبد الله . ولتعدياتهم على
النصارى أخرجهم مجلس قضاء عجلون من الحصن بوثيقة ( عندي نسخة منها) مؤرخة في 29
ربيع الأول 1286 هـ الموافق تموز 1869 . وعاد عبد الرحمن نصير إلى الحصن .
وعلى
ما سبق ، فإن
1-
عشيرة النصيرات هم عدنانيون ، ولا يمكن أن يمتوا بالقربى إلى الأوس أو الخزرج وهما
قبيلتان قحطانيتان .
2-
النصيرات والشعلان من الرولة . وذكر لي أبي ، رحمه الله ، أن شعلانيا توفي في
أربعينيات القرن الماضي وليس له عقب ز وبعد قسمة تركته وجدوا أن ابن نصير في الحصن
يرث منه . فجاءوا بنصيبه وأعطوه للأقرب من الجد .
3-
ربما توجد علاقة وثيقة مع الريالات في السلط دون أن يحفظ تسلسلها .
4-
عشائر في فلسطين يمتون بقربى قوية للنصيرات في شويكة ( ولا يستعملون اسم الجد نصير
) وفي العوجا ( ويستعملون الاسم )، ومنهم نازحون في البقعة وأم السماق ومرج الحمام
وغيرها .
5-
عشيرة النصيرات في صما من أبناء نصير من جد مختلف . ومنهم دار أبوعين ( وسمي كذلك
لجمال عينيه) ومعالي الدكتور قاسم أبوعين منهم ، ونصيرات مندح (غرب الطيبة) وآل
فليح . ومن آل فليح فرع آل الخطيب ، ومنهم وزير الأوقاف في سورية في ثمانينيات
القرن الماضي ، محمد كامل ، وكانوا يعيشون في سال ، ومنهم اللواء المتقاعد محمود
فالح الخطيب نائب مدير المخابرات السابق . أما معالي سعود نصيرات فهو من نصيرات
ناطفة ( سعود بن عارف بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن إبراهيم ).
6- من
الأمثال المعروفة " قرش ابن نصير ولا دنه " . وتفسيري له هو أن العملة
كانت معدنية ، وهذه إما تزيف أو ينقص من وزنها . وأسهل طريقة لتمييز ذلك هو من
رنين (دن) قطعة العملة . والمثل يعني أنه إذا كان القرش (أي العملة) من ابن نصير
فهو حقيقي وليس زائفا ، وليس بحاجة إلى الدن .
7- توجد عشيرة كبيرة من
نصير ( أو أبو نصير ) في مصر ، ولنا معهم اتصالات . وكان منهم وزير الشؤون البلدية
أيام عبد الناصر .
8- عشائر النصيرات في غزة
ودير البلح ومخيم النصيرات هم من عرب الحناجرة . ويقال إن جدهم هو الصحابي عكاشة
بن محصن بن حرثان بن أسد من بكر بن وائل . والأصل إخوة ثلاثة : نصير جد النصيرات
وناصر وياسين ( لقبه قمير) ، وهو جد آل القدومي أو القميري في كفر قدوم . على أنه
توجد بعض العشائر ذات اسم النصيرات في عدة أماكن في العالم العربي . وليس عندي أو
عند غيري فيما أعلم معلومات دقيقة عن أصولها أو علاقة أنسابها فيما بينها .
9- قد تكون قبيلة عنزة
بفروعها الكثيرة أكبر القبائل العربية بانتشارها في الجزيرة العربية وسورية الكبرى
والعراق ومصر ووصلت الأندلس على ما ذكر ابن سعيد الأندلسي في "نشوة
الطرب" .
وأخيرا يفتخر العنزيون
بتاريخ مجيد لهم ابتداء من ذي قار . وعنزة لقب لأنهم حموا دخيلهم ذلك اليوم أي
الحرقاء بنت النعمان بن المنذر من ملك فارس. وعنزت تعني لاذت بالحمى ، والتعنز هو
الدخيل . وآل السعود وآل الصباح وآل خليفة وآل ثاني من بطون مختلفة من عنزة . ومن
عشائر الأردن التي تعود إلى عنزة : العبيدات من المشادقة من ولد علي ؛ والعلي مع
العيسى من الدهامشة ؛ والزلايبة مع الحويطات من الخماعلة ؛ والجزازية بالسلط ؛ والغرير
من الأشاجعة من المحلف من الجلاس ؛ والمليفي من الأشاجعة ؛ وهليلة مع العبيديين في
الكرك . ومن تقاليد عنزة أنهم أول من لبس العقال .وصار للبس العقال وخلعه تقاليد
ومعان .وعرضت بريطانية على الأمير النوري بن شعلان دولة مستقلة في الجوف . ثم
اختار أن ينضم لدولة ابن سعود في معاهدة معروفة . وآل سعود يتزوجون من أمراء
الشعلان ويزوجونهم .
ونخوة الرولة عموما "خيال العليا" .
ونخوة عيال نصير " عوجان ، متعصية السيوف ". ومن مآثر الرولة أنها
العشيرة العربية الوحيدة التي سلمت لها عطفتها
على مدى الدهر . والعطفة هودج توضع فيه ابنة الشيخ أو من بنات العشيرة ،
يخرجه الشيخ أو العقيد إذا كانت عشيرته في حرب مصيرية وخاف أن يفر فرسان العشيرة
وشجعانها . فإن عليهم أن يحموا العطفة ، لأنه إذا أنزلها العدو فلا يحق للعشيرة أن
ترفعها أبدا في المستقبل . والعطفة الآن
عند الشيوخ الشعلان . كما أخبرنا أستاذ الأدب العربي القديم في الجامعة الأمريكية
في بيروت ، جبرائيل جبور .
وفي قصة حب رويلية نظم فوزي المعلوف قصيدته
الشهيرة
رلى عرب قصورهم الخيام ومنزلـهم حمـاة
والشـآم
غزاة ينشدون الرزق دوما على صهوات خيل لا تضام
وأخيرا نقول " إن
أكرمكم عند الله اتقاكم " . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الناس
معادن ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا " .
No comments:
Post a Comment